الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية لم تشفع حالته الإجتماعية الصعبة ولا إعاقته الجسدية من "بطش" وقسوة المعتدين: هكذا سُلب حلم الشاب "محمد بن علي" وتلاشى في غمضة عين

نشر في  09 أكتوبر 2018  (22:12)

انتهلَ من منابع العلم والمعرفة حتى بلغ سقف النجاح، وتميّز بفطنتهِ وعبقريّتهِ منذ الصغر إلى أن تمكّن من تحصيل شهادة جامعية عليا، وبقدر حالة الوهن الجسدي والتعب النفساني كان مثالاً للتحدّي وأيقونةً للتشبّث بالحياة والوصول بالذات إلى ذؤابة المجد والتميّز...

إنّه الشاب محمّد بن علي (30 عاماً) الذي حوّل من جسدهِ المكلوم مُنطلقاً ومحرّكاً قويّاً لآماله وأحلامه المتصارِعة مع اليأس والإحباط، حيثُ يعاني هذا الشاب منذ أن فتحَ عينيه إلى الحياة إعاقةً عضويّة شاملة حرمتهُ من نشاط جسدهِ وأخذت من معنويّاته الشيء الكثير.

وبعد تخرّجهِ ومروره بمختلف مراحل المسار التعليمي بنجاح، ارتأى الشاب محمّد التفرّغ للعمل والتعويل على نفسهِ، في إحداث مشروع يكفل لهُ تأمين حياة هنيّة تحفظ كرامتهُ في زمنٍ لم ينصف الأسوياء فما بالكم بذوي الاحتياجات الخاصّة...

قرّر فتح محلّ للخدمات الإعلاميّة، وجمع ما تيسّر من المال لاستئجار مكتبٍ صغير بمنطقة برج السدرية على بعد سنتيمترات من المبنى الشاهق لمركز التكوين في مهن النقل واللوجيستيك، واضطرّ لتجهيز "مشروع العمر" من خلال الاقتراض، لأنه لم يكن قادراً على توفير متطلبات المرحلة نظراً للظرفية الاجتماعية المتدنّية التي ترزح تحت وطأتها عائلته.

محلّ عمومي لإسداء الخدمات الإعلامية والمكتبية، اكتمل، وانطلق محمّد في العمل والمثابرة ظنّا منه أنه سيكسب لقمة العيش بعرق جبينه لا من مساهمات "أولاد الحلال" إيمانا منه بأنّ العمل وحده يحقق الذات ويذلل الصعوبات ويمحو العقبات عن طريق الطامحين مثله...

وتحتَ جُنح الظلام، عمد مجهولون أوائل الأسبوع الجاري إلى خلع المحلّ واقتحامه والاستيلاء على محتوياته وتجهيزاته التي لم يسدّد ثمنها بعدُ، ثمّ لاذوا بالفرار، تاركين إياه "سقف وقاعة" كما أكده لنا أحد معارف محمّد بن علي، بكثيرٍ من الحسرة والتنديد.

وعلى إثر ما جدّ من حادثة نكراء، أخطرَ الضحية السلط الأمنية لمباشرة تحرياتها وتعقب أثر الفاعلين، في مقابل ذلك، نادى أشخاص إلى ضرورة الوقوف مع محمّد في محنته التي لم يقرأ لها حساب، وإعلان حملة تضامنيّة لمساعدته وجبر ضرره حتى ينهض من جديد.

ماهر العوني